نبضات قلب مسافر..
عالم الأسرة » أمومة وطفولة
04 - جمادى الآخرة - 1440 هـ| 10 - فبراير - 2019

زوجتي الغالية ...
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ،،
سررت كثيراً برسائل براعمنا الزكية إليً ،وهؤلاء هم رياحين الجنة ، وكنت أعود في آخر الليل إلى شدو أرواحهم ودفء أنفاسهم، كلما شطّ بي البعد من شجن إلى شجن ، كانت تأخذني براءة أحاديثهم ، وطفولة لغتهم ، ونصاعة مشاعرهم إلى عالم سماويّ رحب .
كما قد شرح صدري بهم جميعاً لتقدمهم الدراسي الرائع المتميز ، وإقبالهم الطيب على مزاولة نشاطات دينية واجتماعية ، ورياضية وأدبية في مدارسهم .
ومع هذا ، فقد لمحت – أيتها الغالية – من خلال تواصلك معي أنك تضيقين بما حقّقه بعضهم في مستواه الدراسي ، فأنت تودّين أن يفوق كل واحد منهم أقرانه في فصله ، وفي دروسه جميعها ، وهذا شعور الأمومة الصادقة ، ولا شكّ ، ولكن المسألة – يا زوجتي الغالية - ليست كذلك ، فالأفراد قدرات وطاقات وهبها الله لخلقه ، وقسّمها عليهم كما قسّم أرزاقهم ، فلا ينبغي أن نطالبهم بما لا يملكون ، وألاّ نغفل عن الأخذ بأيديهم وتشجيعهم بما يساعدهم على المزيد من التقدّم والعطاء ، دون أن نشعرهم أنّ غيرهم قد فاقهم ، أو نقارنهم بأحد وإن كان من إخوتهم ، فأسلوب المقارنة هذا يحزنهم ، ويغرس في نفوسهم الانطواء والإحساس بالدونيّة ، وبالتأكيد أنك تدركين جيداً أنّ لكلّ منهم ذكاءه وطاقته وإبداعه وتميزه في مجال دون آخر، فعلينا تلمّس ذلك بما يشحذ هذه الهمم والطاقات العظيمة ، أخيراً أحسّ بعمق أنّك تحملين عبئاً ثقيلاً ، محتسبة ذلك عند الله ، منتظرة قدومي بمصابرة تتخطى طاقتك ، ذلك لأنك زهرتي الحنونة البيضاء التي تضيء ظلام غربتي القاسية .