ياسر والصوم (2 ـ 3)
واحة الطفولة » واحة القصص
17 - رمضان - 1438 هـ| 12 - يونيو - 2017

توقفنا في الحلقة السابقة عندما استيقظا ياسر وشيماء من نومهما بعدما تناولا سحورهما.
وفي المساء، سألَت الأمُّ "ياسرًا" و"شيماء "عمَّا يَرغبان في تناوله أثناءَ الإفطار، فطلبَتْ "شيماء" قالبَ حلوى بالشيكولاته، أما " ياسر"، فطلب من أبيه أن يشتري لهم الكعك الذي يحبُّه كثيرًا، فأعطاه الأبُ النُّقود، وأمره أن يتَّجه إلى أقرب دكان للحلويات، ويشتري كيلو غرامًا من الكعك.
ذهب" ياسر "إلى دكَّان الحلويات، وأخذ ينظر إلى أنواع الحلويات الشهيَّة المعروضة هناك، ويتمنَّى لو يتذوقها، ثم اشترى الكعك، ودار عائدًا إلى البيت، وبينما كان يمشي كان يفتح كيسَ الكعك من الحين إلى الآخَر، وينظر إلى الكعك في لونه الذهبيِّ، ويشَمُّ رائحته، ثم يغلق الكيس، إلى أن خطرَتْ على باله فكرة؛ إذْ قال في نفسه: لماذا لا أتذوَّق من هذا الكعك، وأكمل الصوم؛ فلا أحد يراني؟
فتح الكيس وأخذ كعكة، وبدأ يأكلها، وهو يقول: سآكل واحدة فقط، إي، إنَّه شهي كما أحبُّه تمامًا.
أنْهَى الكعكة، وراح يمشي وهو يتمتم: لقد أكلتُ واحدة، فماذا يضرُّ لو أكلت واحدةً أخرى؟
ومدَّ يده وأخرج كعكةً أخرى من الكيس، والْتهمَها، وما أن أكملها حتى أخرج الثالثة، وراح يأكلها، وقبل أن ينتهي منها، شعر بالغثيان، وكاد أن يتقيَّأ، فجلس على الرَّصيف.
عاد إلى البيت بصعوبة، وما أنْ دخل حتى قال لأمِّه: لقد قُلت لكم لا أستطيع الصوم، هأنا أشعر بالغثيان والألَمِ في معدتي، أنا ذاهب إلى النوم.
ابتسمت الأمُّ وقالت له: لا عليك يا بني، لقد اقترب موعدُ الإفطار.
توجَّه "ياسر" إلى سريره، وألقى بجسمِه عليه، وهو يشعر بالألم في معدته، والقلق والاضطراب في نفسه، وبدأ يشعر بالنَّدم وتأنيبِ الضمير على أكله للكعكات وهو صائم.
قُبَيل أذان المغرب، كانت الأمُّ تعدُّ مائدة الإفطار، وحين كانت تضع الكعك، انتبهَتْ إلى أمر، وهو أنه ناقص، وقد كانت عادةً تكون في الكيلوغرام تسعة كعكات، غير أنَّها لم تجد إلا ستَّة منها، فنادت "ياسرًا"، وسألَتْه قائلة: هل اشتريت كيلو غرامًا من الكعك يا ياسر؟
اضطرب "ياسرٌ " واحمرَّ وجهه، وأجاب بِتَلعثُم: نعم، هذا ما أعطاني البائع.
ونستكمل قصتنا في الحلقة القادمة بعون الله.