جرة اللبن
واحة الطفولة » واحة القصص
19 - جماد أول - 1431 هـ| 03 - مايو - 2010

كانت هديل فتاة طيبة تساعد أمها في بيع اللبن، أرادت أمها أن تكافئها على تعبها معها فقالت لها: ثمن اللبن الذي تحملينه اليوم، سوف يكون هدية لكِ تشترين به ما تحبين.
فخرجت هديل من منزلها متلهفة وعلى رأسها جرة اللبن، و كان أخوها الأصغر خالد يصحبها بعد أن يعود من درس تحفيظ القرآن حتى لا يتركها تمشي وحدها بالطريق.
أخذت هديل تسرح بخيالها وتحدث أخاها عن حلمها بعد أن تبيع اللبن، وأنها سوف تشتري بثمنه فستانا مثل فستان صديقتها ليلى التي كانت تعيرها بفستانها القديم! وسوف تشترى خاتما جميلا كخاتم صديقتها سلمى، و حقيبة من الجلد الطبيعي كحقيبة جارتها صفية، وحذاء أنيقا كحذاء صديقتها خديجة حتى تصبح أجمل منهم وأحسن.
وأخوها خالد يسمع منها ويبتسم فرحا لها، فهو يحب أخته هديل ويفرح لفرحها.
وتستأنف هديل أحلامها وتقول: وبعد أن أرتدي كل هذه الأشياء الجديدة سوف أزور صديقاتي وأنا أهتز فرحا وأميل يمينا وشمالا وأخذت هديل تهز رأسها و جرة اللبن تتمايل على رأسها دون أن تشعر هديل، وفجأة سقطت الجرة من على رأسها وصنعت بركة من اللبن حولها، فجلست هديل تبكي حظها، وهنا قال لها خالد وهو يسري عنها قولي: قدر الله وما شاء فعل يا هديل.. لقد حلمت حلمك الطويل دون أن تقولي: إن شاء الله، ألم تحفظي قول الله" ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله" قالت هديل: قدر الله وما شاء فعل يبدو أنني أخطأت يا خالد حين نويت أن أفتخر على صديقاتي، فعاقبني الله لذلك، اللهم اغفر لي.. لن أفعل هذا ثانية!
أحمد ربي على ما رزقني به
أقدم المشيئة قبل أي عمل
ألا أفتخر ولا أتظاهر على الغير
أستشعر نعم الله علي وأحرص عليها حتى لاتزول مني
ألا أتطلع لما في يدي غيري