هل يضيع الترفيه الهوية؟!
كتاب لها
25 - جماد أول - 1438 هـ| 22 - فبراير - 2017

تعتز الأمم جميعها بتراثها وحضارتها وثقافتها، وتسعى للاحتفاء به، وتعريف الأجيال الناشئة به، مؤكدة ضرورة الاستمرار في ثوابت مسارها الحضاري أمام الشعوب والأمم الأخرى. وقد كان الصراع الثقافي/الحضاري ومازال إحدى أقوى وسائل الغازي والمستعمر للسيطرة على الشعوب الأخرى، وسلب إرادتها وتسخيرها لمصالحه.
ولعل مما يذكره التاريخ القريب، سقوط حائط برلين عام 1989م، الذي كان يفصل الجزء الشرقي لبرلين عن الجزء الغربي، وما تزامن معه من تفكك للجمهوريات التابعة للاتحاد السوفيتي السابق. سبق سقوط ذلك الحائط عبارة شهيرة للرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان، قال فيها لرئيس الاتحاد السوفيتي حينها "سيد غورباتشوف: أسقط ذلك الجدار".
الجدير بالذكر أن موسكو افتتحت بعدها بعام واحد تقريبا أول فروع مطاعم "ماكادونالدز" الأمريكية الشهيرة، حيث استغرق الزبائن في الطوابير الطويلة قرابة الست ساعات للحصول على "وجبة سريعة أمريكية"! حينها ردد بعض الخبراء الأمريكيين القول بأن روسيا تقبلت الثقافة الأمريكية!
بلداننا الإسلامية تمتاز بعراقة حضارتها، ونقاء تراثها، فهي تستمده من الإسلام. والانسياق خلف وهم الحضارة الغربية التي لم تناسبنا فيما مضى، وحتما لن تناسبنا في المستقبل، سيقود إلى ضياع الهوية التي حافظنا عليها قرونا، واستماتت بعض الدول المسلمة لاستعادتها.
نستطيع حتما أن نقدم لأنفسنا منتجات ترفيهية مميزة، لو أعملنا عقولنا، واستفدنا من تجارب الآخرين بدلا من نقلها كما هي. ففي ديننا فسحة، وفي عقولنا طاقة، وفي أيدينا مال. فما الذي يمنعنا من تقديم ترفيه مناسب، ولا نقول ملتزم، بل على أقل أحواله غير منفلت أو مصادم لتعاليم الدين وثقافة المجتمع. هذا ممكن جدا لو أدركنا خطورة الترفيه وفق النظرة الغربية!