لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » قضايا الخطبة

15 - صفر - 1430 هـ:: 11 - فبراير - 2009

أبي رفضه لأنه من غير جنسيتي!

السائلة:samira m s

الإستشارة:مبروك بهي الدين رمضان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا عمري 22 في السنة الأخيرة من الجامعة تعرفت على شاب وتعلقت به، وأخبرت أمي بالموضوع لأنه طلب الزواج وقالت لي لا يحمل شهادة جامعية وقلت له فدخل دبلوم وقالت لي أمي عندما يخلص الدبلوم يأتي ويتزوج.
استمر الحال وكان هو يعيش مع أخوه الأكبر وصار مشاكل كثيرة بين أهله فهم يريدون أن يزوجوه ويخلصوا منه، فبدأت الضغوط عليه وعلي، وأهلي لا يريدون الآن.
استمر الحال وازدادت المشاكل وقال لا فائدة الله يستر عليك، صدمت لأني أحبه جدا جدا، وبدأ يعتذر ويتأسف وهو منهار من الوضع.
فهمت الموضوع وقلت له الله يسهل أمرك، فرد في اليوم التالي وقال: أكلمي أهلك وأقنعيهم، فكلمت أمي بعد أسبوع من المحاولات فوافقت على أن يأتوا أهله فقط وعندما يرجع الوالد من السفر نكلمه.
عندما رجع الوالد كلمته أمي وكانت ردت فعله غريبة، ما كنت أتوقعها، كيف عرفتِه؟ وهو يكلمك وجاوبي وأخذ شريحة تلفوني وقال لي نحن يستحيل أن نزوج من غير جنسيتنا مع أننا نحمل جنسية بلدة الشاب لكن الأصل من بلد آخر والعنصرية موجودة عند أكثر الناس من بينهم أهلي.
المهم الوالد سافر وأخذ شريحتي معه ولا رد على الجماعة فقلت للشاب الذي صار، فقال أبوك ما يعرف الأصول، المفروض كلمنا على الأقل وقال ما في نصيب وننهي كل شيء، أهلك شايفين أنفسهم والزواج بيكون بعد مشاكل، أنسي الموضوع مع أنه قال لي إذا والدك ما وافق سأرجع مرة ثانية.
صدمت صدمة عمري، ولم أعد أعرف الصح، ومع من الحق، أمي ولا لها دخل بالموضوع علاقتي فيهم ساءت جدا جدا أحس أنهم السبب والشاب رفض أنه يرجع مرة ثانية واقترحت على أهلي أني اشتغل ورفضوه رفضا كبيرا.
ما هو الحل؟ وماذا أفعل؟ فأنا لا أقدر أن أعيش بدونه، وأنا متمسكة فيه لأنه يشجع البنت تشتغل وتدرس وإنسان طموح.
أريد الحل.. لأني سوف انفجر، وأشعر أني مصابة باكتئاب.

الإجابة

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أشكرك على ثقتك في موقع (لها أون لاين) وأسأل الله تعالى لك العون والتوفيق والرشاد.
أنت في السنة الأخيرة من الجامعة، أي لديك عقل علمي وفكر وثقافة وتوازن يمكنك من التفكير المنطقي الذي يساهم معك إلى حد كبير في تفهم موقف الأب، وكذلك يجعلك تفكرين بطريقة أكثر اعتدالاً، ومن منظور اجتماعي وشرعي وأخلاقي وتربوي، وسوف أسوق لك بعضاً من الاتجاهات التي تساهم معك في فهم الحالة والخروج من مثل هذه الأزمة التي تواجه الفتيات، ومنها أن الكفاءة في الزواج أمر ضروري قرره الشرع وحث عليه، والكفاءة تشمل الكفاءة العلمية والفكرية والمادية والاجتماعية، وهي صون ودرع للحد من الخلافات المستقبلية بعد الزواج، كما أنها وسيلة مهمة جداً لإحداث التناغم والتفاهم واستمرار الحياة الزوجية بصورة صحيحة، وفي حالتك لا أجد توافقاً ولا تكافؤ بينك وبين هذا الشاب لا في التفكير ولا التعليم ولا الحياة الاجتماعية.
ومنها أن الطريقة في التعارف والتواصل بينك وبين هذا الشاب قد بدأت بمخالفة شرعية، وهي مخالفة لديننا وقيمنا وأخلاقنا وطبيعة مجتمعنا المسلم، وما بني على باطل لا يمكن أن يكون له ثمرة خير، ومنها أنك تصرفت بأنك الخاطبة والمخطوبة، وكان من الأجدر بهذا الشاب لو أنه جاد وأهله متوافقون معه، لحضر إلى أهلك وخاطب والدك ودخل البيوت من أبوابها، وكونه لم يفعل ذلك فإنه لا يستحق أن يكون رجلاً تبنين عليه طموحاتك وحبك المزعومة.. ومنها أن البنات عندما تصل إلى المرحلة الجامعية وتمر بها سنوات الدراسة، تتصور أن قطار الزواج قد فاتهم، والحقيقة ليست كهذه، بل ما قدره الله تعالى سوف يكون، ومن المهم أن يكون رضا الله تعالى أولاً ثم رضا الوالدين وطاعتهما مقدمة على هذه العواطف والخيالات وشعارات الحب والغرام التي لا تثمر ولا تغني من ضرر.
وكونك تشعرين بالاكتئاب هو أمر أنت صنعتِه لنفسك كونك تصورت أنك الوحيدة التي على صواب، والحقيقة أنك كنت مخطئة في علاقتك بهذا الشاب، ورفض الوالد في محله ويبرهن عليه تردد الشاب وعدم جديته وعدم جدية أهله ومسلكهم للأعراف الاجتماعية في هذه الحالة.
وليكن هذا درس لك تتعلمين منه كيف تختارين زوج المستقبل من أهل الخير والصلاح، والذي يدخل البيوت من أبوابها ويعرف للناس وللأهل وللآخرين حقوقهم ويصون كرامتهم ويراعي مشاعرهم ويمتلك من الكفاءة التي توازيك وتسعدين معه في حياتك، فانصرافك عن هذا الشاب هو الأفضل، والاهتمام بدراستك ورضا ربك ورضا أهلك أهم وأولى منه.
والله معك.