لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » قضايا الخطبة

17 - محرم - 1431 هـ:: 03 - يناير - 2010

خطيبي مديون للبنك لأربع سنوات فهل اتركه؟

السائلة:م.

الإستشارة:مبروك بهي الدين رمضان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة في الثانية والعشرين من العمر، تقدم لخطبتي شاب من أصدقاء العائلة و كان من شروط العقد أن يبني لنا ملحقا في منزل أهله كي نعيش فيه.
استمرت الخطبة (علما بأن الخطبة لا تعني عقد القران بل الحجز فقط) مدة 9 أشهر تقريبا ولم يتقدم بخطوة ولم يقدم على شيء من البناء قط، و في أول يوم من هذه السنة تفاجأت بأختي تنقل لي خبرا، لقد تدين من البنك مبلغا كبيرا لكي يبني الملحق واستثمرها في الأسهم وخسرها جميعا.
هو مطالب من البنك الآن و ليس لديه الميزانية الكافية لحفلة عقد القران ، لا أعرف إلى متى سوف انتظره علما بأن أهلي و أهله وصديقاتي جميعا على علم بأنني مخطوبة هو الآن مديون من قبل البنك لقرابة ال4 سنوات.....
ماذا أفعل فضميري لا يملي علي تركه و هو الذي تدين لأجل منزلنا و لكنه لم يحسن التصرف؟؟
أشيروا علي فأنتم أهل الخبرة و أنا ما زلت في بداية طريقي للحياة و جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع الرائع..
دمتم بود.

الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك على ثقتك في موقع لها أون لاين وأسأل الله تعالى لك العون والتوفيق والرشاد.
كثيرة هي الأحلام التي تصطدم بالعقبات فتشعرنا بشيء من الإحباط، وكثيرة الآمال التي نرسمها ونرغب في أن لا يكون أمامها ما يعوقها أو يؤخر تحقيقها، ولكنها تبقى أحلاماً وآمالاً حتى تتحقق، ولأنها كذلك فهذا يعني أن لا نأخذ من أنفسنا وتفكيرنا ووقتنا أكثر مما تستحق، أمنية الخطبة تحققت، ووعد الزواج قريب، ولكنها عقبات كل الشباب، ومطبات كل الراغبين في الزواج، الشقة أو السكن، والمهر، ومتطلبات الحفل وغيرها، ثم يقف أمامها طموح الشباب المتسرع بالربح الوفير، فيضيع ما كان موجوداً ولم يتحقق ما كان منشوداً، خطيبك تسرع في المجازفة طلباً للربح السريع حتى يتعجل الزواج والارتباط بك.. فهو استعجل من أجلك وغامر وجازف من أجلك، فهل يكون عقابه التخلي عنه وعدم مناصرته والوقوف معه وتشجيعه، لا أظن أن هذا من خلق الكرام.
صحيح أنّ خطيبك أخطأ في استعجاله، ولكن هذا الخطأ لم يكن ليتهرب منك أو ليتأخر عليك بالزواج، لذا فمن الصواب شد أزره وتشجيعه وحثه على الجلد والكفاح والمحاولة مرة أخرى والسعي لطلب الرزق الحلال ولعمل حتى لو تأخر الزواج لسنة أو سنتين حتى يستطيع أن يوفر مالاً معقولاً يتمم به الزواج، ويمكنك التخفيف عليه بعدم المبالغة في حفل الزواج أو التجهيز للبيت، ولكن البداية وفق الممكن، ثم يتعاون الزوجان فيما بينهما لبناء بيت يؤسس على خير وطاعة الله عزّ وجل، ولا تستعجلي ( فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون )، وكوني عوناً لخطيبك على الطاعة وتشجيعاً له على بذل المزيد من الجهد والسعي في الرزق واتخاذ الأسباب الصحيحة لزيادة دخله والدعاء له بالتوفيق، وثقي بالله عزّ وجل، وما قدره الله تعالى سوف يكون، ولا مانع من الانتظار ما دام هذا الخطيب يتمتع بخصال الدين والخلق والرجولة وتحمل المسؤولية.
والله الموفق.