لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » قضايا الخطبة

29 - شوال - 1428 هـ:: 10 - نوفمبر - 2007

مشكلته الوحيدة أنه ليس وسيما!

السائلة:ياسمين أ م

الإستشارة:مبروك بهي الدين رمضان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أود أن أشكركم على سعة صدركم وعلى إيجابية هذا الموقع الرائع,وأنا لأول مرة في حياتي أستشير أحدا خارج أسرتي وذلك لثقتي بكم.
مشكلتي هي أنا فتاة أبلغ من العمر عشرين عاما وترتيبي بالنسبة لأخواتي الوسطى وتعليمي جامعي وأسرتي متدينة ولله الحمد تقدم لي شاب في الفترة الماضية لخطبتي وهو شاب متدين وصاحب أخلاق حميدة وتعليمه جامعي أيضا وحالته المادية جيدة ولكن الشيء الوحيد الذي أراه ينقصه هو الجمال ومع ذلك قبلته وأسرتي سعيدة به جدا لأنهم يتمنون لي رجلا صاحب أخلاق ودين وهو الأهم في هذا الزمن, وصليت صلاة استخارة أكثر من مرة ولكنى أحيانا أشعر أني مرتاحة له وأحيانا لا, وبالأخص عندما أرى أزواجا يتمتعون بوسامة ودين أيضا أشعر بالنقص وقتها , علما بأن أختي الكبرى ليست متزوجة , فأنا أشعر عندما أفكر بجدية في هذا الموضوع أن الشكل الخارجي ليس كل شيء ...فأنا أشعر بحيرة شديدة جدا,فهذا القرار سوف يترتب عليه مصيري في المستقبل, فأرجو من سيادتكم الرد بأسرع وقت ممكن. ماذا أفعل أقبله أم أرفضه؟
وآسفة جدا على الإطالة, أفيدوني أفادكم الله و جزاكم الله خيرا كثيرا.

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أختي الكريمة.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" ويقول عليه الصلاة والسلام: "لا فرق بين أعجمي ولا عربي إلا بالتقوى" والقرآن الكريم في أوضح صوره يؤكد: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
ولو تأملت الحديث تنكح المرأة لوجدت أن الجمال ليس مقدماً حتى في المرأة، وهي التي تخطب وتنكح وتطلب، فكيف بالرجل، وقديماً قالوا: إن الجمال الحقيقي هو جمال النفس، وكم من شاب وسيم لا خلق له ولا دين، وكم من شباب تراهم في أجمل صورة، ولكن لا عقول لهم ولا هدف ولا عمل، نعم الوسامة واللطافة وحسن المظهر لها دور، ولكن ما حجمه وما هي نسبة الأهمية، هب أنك قد اخترت شاباً وسيماً وجميلاً حسن المظهر والشكل، ولكنه سيء الخلق وسليط اللسان، هل تكونين سعيدة؟ بالطبع لا.
قد يعيب المرأة ـ أحياناً ـ جمالها، وبالتأكيد لا يعيب الرجل قلة وسامة، وتعرفين أن وسامة الرجال أحياناً وبالاً، فكثير من الفتيات ضعيفات العقل والدين تلهث وراء وسامة الرجال ومظاهرهم، وبعد فترة تندم على سوء تصرفاتهم.
وها أنت قد رزقك الله بشاب طيب القلب ميسور الحال متدين خلوق متعلم محب راغب وجاد في الزواج، فلا تترددي في قبوله واعلمي أنّ مقياس الجمال والوسامة عندك ليس كمقياس الوسامة والجمال عند الآخرين لو أنك سألت كثيراً من الناس لاختلفوا معك على وسامة الرجل وأنها ليست شرطاً ولا عيباً في الرجال، نعم إن توفرت مع باقي الشروط الأخرى فخير، ولكن إن كانت بنسبة أقل فلا يعيب الرجل إلا خلقه وضعف التزامه بدينه.
وسوف تعلمين أنّ خير من اخترت الأمين وليس الجميل، واقرئي في كتب التاريخ عن أكثر الناس تأثيراً في الناس وفي التاريخ، ستجدين أنهم لم يكونوا يتمتعوا بالوسامة الزائفة المؤقتة التي تنشدينها.
اقبلي ولا تترددي، والله تعالى سوف يبارك لكما في حياتكما.