لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الأسئلة الشرعية » الأخلاق والآداب » أسئلة متفرقة

27 - ذو الحجة - 1436 هـ:: 11 - اكتوبر - 2015

هل آثم إذا لم أصطحبهما معي إلى أهلي ؟!

السائلة:أم راكان

الإستشارة:مبروك بهي الدين رمضان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد من شيخ أن يجيب لأنّي أتخبّط وفي حيرة وأخاف عقاب الله .
إنّي متزوّجة من مطلّق وله بنتان علما أنّه سيأتي بابنتيه عندي .. وكنت آخذهما معي إلى بيت أهلي كسبا للأجر .. بسبب كثير من المشاكل منه ، رفضت أن أصطحبهما معي وقلت هما ابنتاك وأنا لست ملزمة بهما ، وقرأت هنا في الموقع لأحد المستشارين عندما أجاب على سائلة أنّ أبناءها عند والدهم وأنّ زوجة أبيهم لا تصطحبهم معها فردّ عليها أنّها ليست بملزمة وأنّ أباهم هو الملزم ..
أعرف الإحسان والأجر المترتّب على ذلك ، سؤالي هل آثم إذا لم أصطحبهما معي إلى أهلي ؟!
أخاف عقاب الله
أبوهما يقول هذا ظلم وأنت ظالمة تخرجين وابنتاي تبقيان في البيت ؟!
وبصراحة قراري هذا بناء على معاملة أبيهما السيّئة لي فرفضت ذلك .
أرجو التفصيل هل هذا ظلم أم لا ؟
أمّا الإحسان إليهما فأعرف ذلك .

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد..
نشكر لكم ثقتكم في لها أون لاين، ونسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والرشاد..
كلامك صحيح فأنت لست ملزمة شرعا ولا نظاما ولا قانونا، ولكن الإحسان، والفضل، والرحمة، والرقّة، والحنان، والأمومة، وطبيعة المرأة العاطفيّة، والحياة الإنسانيّة، وأمور كثيرة جدّا تحول بيننا وبين أن نتعامل بما يحقّ لي وما لا يحقّ لي شكلا أو موضوعا، ومعاملة الأب السيّئة لك شيء ومعاملتك للبنات شيء آخر، إن كنت تعاملين البنات بمعاملة أبيهم فما الفرق بينك وبينه إذن؟ لقد أصبحت مثله!! تتعاملين بردّ الفعل لا بنوازع الخير فيك!! إنّما تعاملينهم برقّة قلبك ورغبة فيما عند الله لا ما عند زوجك..
البنات هبات من الله بغضّ النظر عن كونهنّ بناته ولسن فلذة كبدك.. ولكنّك تبرّعت وجعلت هاتين البنتين تشعران أنّك أمّ لهما !! فلا تكسري خاطر البنتين من أجل عناد الأب.. فلا ذنب لهما في الخلاف بينك وبين الأب.. وبالعكس ربّما الإحسان والعطف، والحبّ، والرحمة، لهاتين البنتين – بل أجزم – أنّه يغيّر الرجل ويجعله لك مقدّرا، ومحترما، وحاملا لجميلك.. فضلا عن ثوابك عند الله تعالى الذي لا يعلمه إلاّ هو..
نصيحتي تعاملي بقلب الأمّ لا بقلب زوجة الأب.. كوني لهما أمّا تكونا لك من ريحان جنّتك في الدنيا والآخرة..
وفّقك الله.