لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات النفسية » الاضطرابات النفسيه للراشدين

14 - رجب - 1431 هـ:: 26 - يونيو - 2010

هل ستشعر زوجتي معي بالأمان؟

السائلة:مم محمد

الإستشارة:أحمد فخرى هانى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية آسف لإرسالي الاستشارة في هذا الموقع حيث أنه يخص المرأة ولكن كلي آمل أن تساعدوني
مشكلتي هي.. أني شاب 28 عاما جامعي أعمل بوظيفة راقية ولكن مشكلتي أنني طيب جدا ومسالم ولا أحب الشجار أو الاحتكاك بأحد
أنا الحمد لله اجتماعي نوعا ما فليس لدى رهاب اجتماعي فربما يكون موجود بدرجة بسيطة ولكنه لا يسبب لي مشكلة ولكن المشكلة أني لا أستطيع أن أدافع عن حقوقي أو أنهر أحدا لفعل مخطئ بحقي خصوصا أنني أعيش في وسط سيئ جدا حيث أغلبية الناس سطحية جدا ووسيلة التفاهم الوحيدة بينهم هي الصوت والأسلحة البيضاء أحيانا وأحيانا أشعر أن مكاني ليس بينهم ولكن الظروف هي التي فرضت علي ذلك.
لم أكن أشعر بوجود مشكلة حتى وقت قريب ( سنة تقريبا ) فقد كنت مقتنعا أن العنف من أساليب الجهلة والضعفاء وأنا إنسان راقي لا يجوز أن أتصرف مثل أولئك ولم أكن أختلط بأحد وأتجنبهم.. إلى أن تقدمت لخطبة فتاة أحبها جدا وهي كذلك تحبني، فكانت الصدمة اكتشفت بالنقص الكبير الذي لدي فقد حدثت بعض المواقف التي كان رد فعلي فيها سلبيا وقد لمحت لي خطيبتي بذلك وإن كنت لست مقتنعا بسلبيتي لأن الموضوع كان بسيطا
ولكن شعرت أن خطيبتي لا ترى في الرجل الذي كانت تحلم به فعند أقرب مشكلة انفصلنا ولكن بعد 10 أشهر تقريبا وخلالهما كانت دائما تكلمني وتلمح أنها تريدني ولكني كنت قد قررت عدم الزواج أصلا فقد كنت أفكر دائما كيف سأكون أسرة وأكون مسؤولا عنها وأدافع عن حقوقها وأنا لا أستطيع أن أدافع عن حقوقي وأخذت في تخيل مواقف كثيرة من الممكن أن تحدث وكيف سيكون ردة فعلي وكيف سيكون شكلي أمام زوجتي وربما أبنائي فيما بعد
ولكن بعد ضغط من خطيبتي ولكن ليس بصورة مباشرة وخصوصا أنني أحبها جدا ولم أرض أن أشعر بانكسارها أمامي طلبت منها أن نعود مرة أخرى فقبلت بفرحة كبيرة
ولكن الآن سأتزوج بعد أشهر تقريبا ولكني متردد جدا وأخشى الفكرة
أنا إنسان محبوب جدا ولدى أصدقاء كثيرين ومثقف ولقد أديت الخدمة العسكرية وتحملت ظروف قاسية وكنت محبوبا بين زملائي
وفي خلال الفترة التي تركت فيها خطيبتي قرأت عن مشكلتي على النت وتناولت حبوب السيروكسات لمدة شهرين ثم توقفت لأني لم أقوى على سعرها ولكنها أفادتني بنسبة جيدة بأني لم أعد أفكر في تلك الأشياء ولكن لم أتغير من ناحية شخصيتي كثيرا فقد أصبحت جريئا قليلا.
أحيانا أقرر ألا أتزوج وأفتعل مشكلة مرة أخرى مع خطيبتي ولكنها تحملت ظروفي المادية والأسرية المتفككة وأحبتني خصوصا أنها قريبة لي كما أنني لا أستطيع أن أعيش وحيدا فأنا أخدم نفسي ولا أحد يرعاني كما أنني أشعر بفراغ عاطفي كبير
وأحيانا أفكر أن ألمح لها عن شخصيتي ولكن من تلك التي ترضى بذلك وإن قبلت فهل ستشعر معي بالأمان؟
أسئلة كثيرة كدت أجن والله لا أعرف كيف أتصرف
خطيبتي تلك فيها كل الصفات الجيدة وأضيف أنها قوية الشخصية وتنتقد إذا رأت خطأ ولا تحب أن تترك حقها وهذا جيد ولكن هل تعتقد أنها لا تناسبني أم أنها ستعزز قوتي؟
لا أعرف كيف أتصرف؟
بالله عليكم أفيدوني أفادكم الله وآسف على الإطالة
والسلام عليكم ورحمه الله

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله..
أهلا وسهلا بك يا أخي الكريم من مصر
من خلال رسالتك فوصفك لشخصيتك يوضح شخصية على خلق وبها من المميزات التي تميز الإنسان الذي يكون على خلق فأنت طيب القلب وإنسان محبوب جدا ولديك أصدقاء كثيرين ومثقف ومحبوب بين زملائك كما أن الإنسانة التي تحبها تبادلك نفس المشاعر من الحب والإخلاص.
ولكن مشكلتك تضح من خلال عدم ثقتك بنفسك التي هي نتاج لعدم تمكنك من تأكيد ذاتك وتأكيد الذات يأتي بالممارسة والتدريب عليها حتى تصبح مؤكد لذاتك كما تفعل خطيبتك فهي لا تقبل الطلبات غير المعقولة وتأكد حقوقها وهذا ما جعلك تنظر لها على أنها قوية الشخصية.
الأخ الكريم هناك أمر خطير أيضا هو تناولك للدواء بدون وصفة طبية يقوم بها الاختصاصي النفسي ليقيم حالتك ويوصف لك الجرعة المناسبة والزمن الذي تستمر فيه على تلك الجرعة
الأخ الكريم لابد من إتباع الخطوات التالية لتتعلم كيف تأكد ذاتك وبالتالي تقوى ثقتك بنفسك وتعزز من قدراتك فعليك بالاتي :
أولا : درب نفسك على رفض الطلبات غير المقبولة من خلال قول كلمة لا للأشياء أو الطلبات التي ترى أنها غير مناسبة لك أي لا تقبل أشياء فوق طاقتك أو وقتك لا يسمح بها.
ثانيا : عبر عن مشاعرك السلبية بطريقة مقبولة اجتماعيا أي عبر عن ما يغضبك أو يسبب لك الإحباط أو الضيق أو السلوكيات التي ترفضها من الآخرين عبر عن رفضك لها وعن مشاعرك بشكل مقبول ويصل إلى الآخرين وليس بشكل معركة ومشاجرة
ثالثا : عبر عن مشاعرك الإيجابية أيضا من فرح وسرور وغبطة فأنت تستحق التعبير عن ساعدتك للآخرين ولا أحتجز مشاعري ما دامت صادقة فمن حقي أن أعبر عما بداخلي كما يعبر الآخرين
رابعا : لا تتحدث مع نفسك بشكل يقلل من قدرك أو يضعف من مركز فردود أفعالنا تتوقف على حديثنا الداخلي مع أنفسنا فإذا قلت أنا إنسان ضعيف فاشل فسوف تتصرف بناء على تلك العبارات أما إذا قلت سوف أقدر على ذلك الموقف سوف أعبر عن نفسي بشكل جريء سوف أغير من الموقف كلما كانت عباراتك ايجابية كلما ذاد ثقتك بنفسك وبإمكانياتك فأنت الشخص الوحيد الذي يستطيع أن ينصف نفسه على حق واقتدار
الأخ الكريم اطرح عليك أن تستعين بالاختصاصي النفسي لكي يصف لك الدواء المناسب كما أنصحك باتباع بعض الجلسات النفسية لتعينك على التدريب وممارسة تأكيد الذات بفاعلية واقتدار
أتمنى لك كل الخير والسعادة مع ذاتك ومع من تحب
وفقك الله لما فيه الخير
نتمنى مواصلتنا في القريب العاجل لنطمئن على ما توصلت إليه من نتائج مبشرة بإذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته