لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الدعوية » الدعوة والتجديد

25 - ربيع الآخر - 1432 هـ:: 31 - مارس - 2011

أريد أن أكون ضابطا لكن اللحية تقف في طريقي؟

السائلة:عبدالله

الإستشارة:محمد بن علي آل خريف

السلام عليكم ورحمة الله ..
الله يعينكم علينا وعلى كثرة مشورتنا,, ولكم الأجر والثواب عند الله فما تقوموا به لعله من أعظم الصدقات الجارية. بارك الله فيكم
أعمل في وظيفة حكومية في الخليج العربي وعندي زوجتي وأطفالي الثلاث حصيلة 9 سنوات في دولة الإمارات العربية المتحدة 4 سنوات دراسة جامعية و5 زواج وعمل وأطفال ولله الفضل والمنة, وقبل قدومي للإمارات للدراسة كنت أتمنى وأحلم أن أكون أحد ضباط القوات المسلحة لن أشرح كثيرا عن حبي للجيش الأردني لكني باختصار كنت أبكي أمام الشاشة أو عندما احضر حفل تخريج لأفراد من الجيش ,, رجولتي تطلب مني الذهاب للجيش,, ولكن
أنا الآن مطبق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهي إعفاء اللحية وإعفائي ليس على الإطلاق فلم تصل إلى حد أن تتجاوز الكف ,, ولكن ما في قلبي تجاه الجيش لم يتغير طوال هذه السنوات فلا زلت أتابع بحرقة شديدة تراها زوجتي وأنا أحبس دموعي عندما أرى على التلفاز تدريبات الجيش وتخرج الضباط والأفراد ,,
أريد أن أكون هناك أن أكون ضابطا ليكون لي دور في الحياة ,, أشعر أني سأكون ذو شأن إذا دخلت الجيش أشعر أن دوري في الحياة سيكون من خلال الجيش خصوصا إذا استخدمت ما تعلمته في الإمارات في الجيش ... لكن الجيش هناك في حلق كامل للذقن.. اللحية وهذا من أعظم الأسباب التي تقف في طريقي.. حتى زوجتي من أشد المعارضين لكن عندما ترى رغبتي الشديدة تكون شبه موافقة لكن يعز عليها اللحية أيضا فأنا كل يوم وكل ليلية أذكر الجيش حتى في دوامي الحالي الكل يصفني بالعسكري لطبعي وكثرة حديثي عن الجيش..
أريد أن أكون هناك بالبزة العسكرية في عمل رجولي بحت لا فيه حريم ولا اختلاط مثل الوظائف الحكومية أريد أن يكون لي دور في أمن البلاد ليس الكلام بل بالفعل.. والله من وراء القصد للعلم التدين الحمد لله في الجيش متاح حتى الدعوة إلى الله والدروس متاحة أيضا وقراءة الكتب الدينية وغيره

الإجابة

الأخ الكريم : عبد الله - الإمارات
وعليكم السلام ورحمة الله وبركته
حياك الله وبياك مع شكرنا لك على جميل مشاعرك وثقتك وحسن ظنك
تعلقك بالعسكرية إلى هذا الحد أمر غير طبيعي وذلك بفعل نظرتك المثالية للسلك العسكري الذي ينبغي أن لا يستهويك إلى هذه الدرجة
فمع ما فيه من الانضباط والرجولية إلا أنه وفي الأوطان العربية خاصة
لا يخل من مثالب وتبعية لرأس النظام بما يكبله عن القيام بدوره الوطني المأمول
كما أن البيئة العسكرية ليست بذاك النقاء الذي يصوره لك خيالك
ثم إن خدمة الأمة والوطن تتعدى الحصر في الجانب العسكري
الذي لم نر منه طيلة عقود في كثير من أوطان بني يعرب إلا دور مخيب للآمال بل دور متخاذل حتى أضحى يد بطش ضد الشعب وحمائم سلام مع العدو الخارجي
لا أريد أن أستطرد في جوانب بعيدة عن الموضوع ولكني أردت أن أزيل غشاوة قد تكون غطت عقلك حتى أضحت تلك الجيوش عندك منتهى المنى للالتحاق بركبها المناضل !!
أوصيك أخي بأن ترمي تلك الأحلام السراب وراء ظهرك وأن تمسك عليك وظيفتك وتحمد الله على نعمه وتصرف النرجسية عن تلك الرغبة التي مع تركيزك عليها أضحت هدف أسمى أمانيك لا يمكن لحياتك أن تستكين إلا بها
رجولتك وشهامتك لها ميادين كثر فلا تكبلها بنظام العسكرية
وعش حياتك بحرية بعيد عن أقفاص قد تلجها بمحض إرادتك
وفقك الله وألهمك رشدك.