لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات النفسية » الاضطرابات النفسيه للراشدين

16 - رجب - 1432 هـ:: 18 - يونيو - 2011

جملة ذاك الشاب أتعبتني وجعلتني أيأس من الحياة!

السائلة:Samar

الإستشارة:أروى درهم محمد الحداء

السلام عليكم..
وأشكركم على جهدكم الرائع في هذا الموقع المفيد الناجح.
سأحاول قدر الإمكان سرد مشكلتي باختصار وأتمنى أن أستطيع توصيل مشكلتي بشكل واضح..
أنا فتاة أبلغ من العمر 30 سنة الحمد لله متعلمة وعلى قدر من الجمال وأنا أعيش في بلد الغربة فقط من 10 سنين يعني كل مبادئي عربية إسلامية صرف!! فأنا الآن مثل المشتتة أعيش في صراع دائم بين المجتمع الذي أعيش فيه والمبادئ التي زرعت في منذ الصغر.... وعن هذا نتجت معاناتي من الوحدة فأنا لم أجد إلى الآن رفيقة صديقة صدوق وحتى البنات الي كنت أحاول أني أتعرف عليهم طريقة تفكيرهم مختلفة جدا وينظروا لي نظرة دونية لعدم إتقاني اللغة بشكل ممتاز أو لأني لا ألبس لبس على الموضة مثلهم!! برغم أنهم محجبات مثلي لكن طريقة لبسهم مختلفة وقناعاتي بديني لا تسمح أن أقلدهم فهم دوما يسخرون مني.. حتى أني بدأت أحاول ألبس مثلهم كي أرضيهم!! وأرضي العرسان لعلي أعجبهم!!!
هذه مشكلة فرعية لكن مشكلتي الحقيقة إني وبعد ضغوط نفسية وملامة لعدم زواجي وأنا نفسي أحس بالضيق لأني بحاجة ماسة للزواج وأدعو الله بستري وأن يغنيني بحلاله عن حرامه.. لكن للأسف لا يوجد عرسان فأهلي منغلقين بشكل كبير ولا نعرف أحدا .. وكنت أسمع كلاما جارحا كثيرا أن البنت لازم تدور على الشباب وأن الزمن تغير مع أن قناعتي أن النصيب يأتي ولا أذهب له لكني لما صرت 30 سنة بدأ الشك يفوت قلبي فغلطت غلطة أني دخلت موقع للزواج وتعرفت على شاب بقصد الزواج وكان بينا توافق غير طبيعي بالأفكار بحيث إنه كثير من المرات نتكلم بنفس الجملة في الوقت نفسه ونضحك بنفس الوقت وأنا صليت استخارة هل أعطيه صورتي فشعرت براحة وكان قبول من ناحيته وعندما رأيت صورته كمان كان في قبول..
اتفقنا على أن نرى بعضا في مكان عام لأني أعرف تماما مدى صعوبة أهلي والمشاكل التي يعملوها في كل مرة يأتي عريس فقلت خليني أرى أنا بنفسي ولو كان في توافق 100% أكيد أتحمل وأقف ضد المشاكل..
المهم رأينا بعض في مكان عام وهنا كانت الصدمة..... له وليس لي! أحسست أنه أحس بضيق كبير عندما رآني من كثر نفوره لم يستطع أن ينظر إلي مطلقا وحسسني أني قبيحة جدا ورجل!!
المهم أنه بعد مرور ساعة سألته ما رأيك بالموضوع هل نكمل مبدئيا فغضب وتشاجر معي فتأكدت أنه فعلا متضايق مني وسألته هل رأيت اختلاف في شكلي؟ فقال بصراحة نعم!!! مع العلم أني لا أرى اختلافا بالصور غير لبسي وسألت جميع أهلي عن الصورة وكان الكل يقول إني نفس الصورة ويمكن أحلى.. لكن هو رآها غير! ومع ذلك رفض أن يصرح لي برأيه وبقينا ساعة زيادة وبعدها أنا شعرت بحزن وإهانة رهيبة... وبعدها بعث لي برسالة يقول إنه كان قبل أن يراني متأكد أنه يريدني لتوافق أرواحنا لكن عندما رآني شعر بضيق رهيب! طلبت منه المحادثة لآخر مرة... وعاتبته لماذا جعلتني أجلس معك ساعة زيادة وهو يحمل لي هذا الشعور؟؟ غضب! قلت له الاختلاف بالصور؟ قال لي كلاما جارحا!
أنا أظهر كبيرة بالعمر مع أنه هو أكبر مني بـ 5 سنوات.. صرت أحس أني إنسانة غير طبيعية غير مرغوب فيها وصارت جملة ذاك الشاب هي أول جملة أسمعها ترن في اذني كلما أفكر بهذا الموضوع وأحس بغصة وحزن غير طبيعيين..
أنا أصلي وأدع ربنا لكن الكدمات التي ألاقيها في حياتي تتعبني وتجعلني أيأس أحيانا كثيرة

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله..
أختي الغالية سمر
قرأت رسالتك وتبين لي أمرين منها
1. العيش في بلد أجنبي وصعوبة التكيف .
2. فشل علاقتك بمن اخترتيه زوجاً عبرالإنترنت .
في البداية أقول لك عزيزتي أن الشخصية السوية لا يؤثر فيها شيء لأنها تكون موقنة من الهدف الذي رسمته لنفسها كما أن هذه الشخصية جدية ومن الجميل أن يكون لكل واحد شخصيتة المستقلة التي تعبر عن ذاته ولا يكون كريشه في مهب الريح .
وكلما كان الواحد صاحب مبدأ كلما زاد احترام الآخرين له وخاصة في دول الغرب ومن الجميل أن تظلي محافظة على هويتك الإسلامية العربية وتمثلين دينك ونفسك وبلدك ولكن لا يمنع الاهتمام بنفسك لكن بحدود مع المحافظة على الأصل .
عزيزتي نحن كل يوم نولد من جديد ونتعلم ونحصد التجارب فلا تجعلي أي يوم يمر من حياتك دون أن تستفيدي منه شيئا .
وبخصوص صديقاتك خذي منهن ما هو جيد ومناسب لشخصيتك وحاولي التجديد لأن التجديد في الشكل يساعد على الرضى عن النفس ويجدد نشاط الفرد كما يساعد على التكيف مع الذات والآخرين
أما بالنسبة للزواج
فليس كل الزيجات تعتمد على العلاقات الاجتماعية والأسر المنفتحة من المنغلقة لأن هذا رزق من الله مكتوب في اللوح المحفوظ .
وبأذن الله سيأتيك نصيبك ولعل كل تأخيرة وفيها خيرة, وكما يقال أصعب شيء في الزواج هو الاختيار لما له من أهمية والتسرع دائماً يأتي بعواقب سيئة .
فعلى سبيل المثال هذا الرجل الذي تم التواصل معه عبر الإنترنت وقمت بإرسال صورتك له سبحان الله هذه خيرة أختارها الله لك أن انهيت العلاقة قبل أن تحصل علاقة لأن الواضح أنه لا يناسبك وإلا لما تكلم بهذه الطريقة الغليظة الفضة
عزيزتي ...
لا تجعلي من كلامه حجر عثرة في حياتك لأن هذا الشخص من وجهة نظري "ألعباني " ويستغل البنات عبر الإنترنت وأنا متأكدة أنك لست الوحيدة التي أستخدم معها هذا الأسلوب وأن هناك ضحايا لهذا الشخص المريض غيرك فبمجرد أن يشعر أن الموضوع أصبح جديا من ناحية الفتاة فما يلبث بالبحث عن الأعذار الواهية والجارحة كي ينفذ بجلده ويبحث عن ضحية جديدة يتسلى بها ويشبع غريزته المرضية والنقص الذي لديه.
عزيزتي
إن وصفك له ليس إلا مجرد وسيلة دفاعية استخدمها لينفرك منه وليتهرب من المسؤوليه ومثل هذا الشخص لا يستحق أدنى أسف عليه لأنه لا يستحق احترامك وأنت بالتأكيد تستحقين أكثرمن ذلك الشخص لما تحملين في داخلك من أخلاق رائعة وجمال نفس يمتزج مع جمال مظهرك.
عزيزتي سمر ..
كوني واثقة من جمالك وراضية عن شخصيتك وكوني مرآة نفسك أمام الآخرين لأن ما في داخلنا ينعكس على وجوهنا ويرانا الآخرون كما نرى أنفسنا والجمال الحقيقي هو جمال الروح . فعليك بقول الدعاء المأثور عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها " .
والإلحاح بالدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح وتأكدي أن الله سميع مجيب يجيب دعوة الداع إذا دعاه .
وفي الأخير أختم كلامي بقوله تعالى : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ )