لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » قضايا بنات » البنات والعلاقات العامة

25 - شعبان - 1432 هـ:: 27 - يوليو - 2011

أخاف أني ظلمت البنت دون أن أدري!

السائلة:هدى

الإستشارة:مالك فيصل الدندشي

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكلتي مشكلة الندم على دعوة على إنسانة ..
أنا عندي صديقات مثل الأخوات المهم دخلت بنت بيننا ومن دخلت تغير كل شيء كل يوم مشاكل .
بداية هذه البنت بدأت تقول لي أنا أغار منها وإنها ما راح تأخذ مكاني وكل فترة تعيد الكلام إلى حد ما بدأت بالفعل أخاف وأغار وهنا صديقاتي ما تحملوا هذا الوضع وتركوني وبقوا معها وهي من وقتها من تشوفني بمكان تختفي حتى ولا ترد السلام علي وأنا من شفت هذا من حرقة قلبي رحت كتبت خاطرة وحطيتها بملفي وهذه البنت عندي في النت في الأصدقاء وشفتها وحذفتني وبعدها حاولت أعتذر لها على الجوال ما ردت وأرسل لها رسائل ولا ردت .. حتى صديقاتي ولا وحدة ردت علي بقيت 3 أشهر وأنا أتعذب وأبكي والصراحة تحسبت عليها كثير وقلت يا رب إذا قصدها تبعد صديقاتي عني أظهر الحق يا رب وقسم بالله دائما وأنا دموعي على خدي أدعي إلى حد ما صار موقف انحرق قلبي كثير قمت مثل المجنونة أتحسب عليها بصوت عالي وأدعى ..
المهم بعد فترة أشوف صديقة من صديقاتي تتصل فيني وترسل رسائل وتبي نرجع صداقتنا وأنا أحبها في الله ورجعت كل شيء, ومن تكلمنا أخبرتني عن البنت أنها من شافت الكلام عنها في ملفي في الخاطرة قامت تدعي علي وهي صديقتي طلبت منها ما تدعي عليه بس هي أصرت ..
المهم أنا من عرفت إنها تدعي علي ضاق صدري بس ما أعرف وش أسوي ؟ ... علما أني من تحسبت عليها وطلبت يطلع الحق الله استجاب لي وإلى حد الحين محتارة أخاف أكون ظلمت البنت وما أعرف أرجو إفادتي وأكون شاكرة لكم .

الإجابة

     الحمد لله رب العالمين الذي قال في الحديث القدسي : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا ...... والصلاة والسلام على من بين لنا بأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وسينصرها الله تعالى، ولو بعد حين، وعلى آله وصحابته المستنين بسنته.
     الأخت هدى من العراق الشقيق
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
     على الرغم من أنك تحملين شهادة الدبلوم إلا أني أجد صعوبة في فهم ما تريدين حيث اللغة الشعبية هي لغة الاستشارة؛ لكنني أخذت أحلل بعض المفردات، وأرد بعض الضمائر إلى مراجعها حتى أفهم ما تريدين تفصيلا؛ وأما بالإجمال، فالطلب مفهوم.
     أختي الفاضلة، إن الله تعالى يحاسب المسلم على نيته وفعله، وهو سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؛ والإنسان هو أعرف الناس بنفسه (( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره )) فأنت أولى من يعرف إن كان تصرفك فيه ظلم أم لا، والقضية مبنية على الاجتهاد فمن اجتهد فأصاب ، فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ، فله أجر . نعم، هذه قاعدة قضائية، ولكن من الممكن تطبيقها على تصرفاتنا – في حال حسن النية – التي نمارسها في الحياة.
     أختي الكريمة، ومن خلال تصرفاتك مع صديقتك ألمح أنك أنت التي قمت بتعريفها على زميلاتك؛ وهذا عمل طيب؛ ولكن فوجئت أنها انقلبت عليك ثم أفقدتك صديقاتك إلى أن تكشف لهن أو لبعضهن الحقيقة، فعدن إليك وماذا في الأمر؟ وأين الظلم الواقع منك على صديقتك؟ أنا أرى ومن خلال شرحك فقط أنك أنت المظلومة، إلا أنني أريد منك أن تبتعدي عن الدعاء الذي فيه ضرر على الآخرين، والأولى أن يكون الدعاء لهم بالهداية والصلاح (( ...... ادفع بالتي هي أحسن ، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم .......)) ثم تقولين في استشارتك : إنك تريدين الحق، وتسرعت في الدعاء عليها من خلال شعورك بالظلم ، وأنا أطلب منك – إن شعرت بالخطأ – أن تبادري إلى الاعتذار وطلب العفو من الصديقة ، وأن تدعي لها بالخير وتستغفري الله تعالى لها ولك، والصلح خير. واعصمي لسانك من الخوض في حرمات الناس ؛ فاللسان هو آفة أو آلة للخير؛ فقد يدخل صاحبه في سخط الله، وقد يدخله في طاعة الحق تبارك وتعالى . ما أجمل كلمتك ( وأنا أحبها في الله...) عودي لسانك على الدعاء للناس لا عليهم ؛ والصبر جميل ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا، ومن يتق الله، يجعل له مخرجا ........ أشكرك على شعورك الطيب تجاه زميلاتك وغيرتك عليهم وراقبي الله في سائر تصرفاتك والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته