لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات النفسية » الاضطرابات النفسيه للراشدين

22 - ربيع أول - 1438 هـ:: 22 - ديسمبر - 2016

زوجتي أنانية وكأني غير موجود !

السائلة:عبد الحميد

الإستشارة:ميرفت فرج رحيم

السلام عليكم ..
تزوّجت من فتاة ودودة جدّا ورقيقة جدّا وعشت أجمل أيّام حياتي معها طوال فترة شهر العسل ، ولكنّي لاحظت خلال هذه الفترة أنّ مشاعرها فيّاضة و لها بعض التكلّف ...
بعد أن انتهت هذه الفترة بدأ العناد في مسائل بدائيّة ..فمثلا اتّصلت بى مرّة وقلت لها أنا الآن في السيّارة وسوف أتّصل بك بعد ساعة، أغلقت جوّالها وحتّى بعد فتحه لم تردّ على اتّصالاتي خمسة عشر يوما (حيث كنت في سفر بالخارج)، ولم تجب إلاّ بعد أن أرسلت إليها رسالة لاستعدادي للطلاق...أبدت أسفها وأنّها لم تر الهاتف ...
خشيت من الله أن أظلمها وسامحتها .. بدأت ألاحظ أنانيّتها المفرطة وكأنّي غير موجود في الحياة، زادت بيننا الخلافات فجميع العهود التي اتّفقنا عليها تمّ الحنث فيها ، فمثلا اتّفقنا على أنّها ستتوقّف عن العمل وتحصل على إجازة بدون مرتّب لكنّها عادت إلى عملها وبدون علمي ...كلّ ما قالت لي عن نفسها كان كذبا ، فمثلا أكّدت لي أنّها تجيد الطبخ واكتشفت أنّها لم تقف في المطبخ في حياتها قطّ ...كانت متواكلة -زيادة عن اللزوم- على شقيقتي (التي اختارتها لي) ...
بعد كلّ مرّة أجلس معها أشرح لها أهمّية أنّنا زوجان ولابدّ من احترام رأي الآخر في اختيار أيّ شيء يخصّ حياتنا ،أجدها في اليوم الثاني تذهب وتشتري بمالي الشيء الذي أرفضه أنا -بالتحديد-...أصبحت حياتي جحيما لا يطاق ...هذا إضافة إلى أنّ كلّ صغيرة وكبيرة بعد تحريفها تنقلها إلى أمّها مباشرة مع كثير من البكاء والتمثيل....
سافرت إلى أهلها في صعيد مصر بعد أن استولت على مبلغ ماليّ كبير وطلبت الطلاق ..فرفضت إلاّ بعد سداد هذا المبلغ بعد أن تحتفظ منه بكافّة حقوقها الماليّة كاملة ... ذهبت والتقيت بعائلتها وشرحت لها الأمر كلّه دون جدوى ،وبعد فترة انشغال بأحد أفراد عائلتي والذي كان مريضا ولازمته فترة تزيد عن العام اكتشفت أنّ زوجتي رفعت ضدّي قضيّة خلع وخلعتني دون أن يصلني إعلام من المحكمة أو أن يبلّغوني هم بالقضيّة. لم يتوقّف الأمر عند هذه النقطة بل تمادى إلى تشويه سمعتي عند الناس والأهل والادّعاء أنّني شاذّ جنسيّا وأعاني من عجز جنسيّ وأنّني بخيل وأنّها هي من كانت تصرف عليّ من راتبها رغم أنّ كلّ من حولي يعلمون جيّدا أنّني ملتزم دينيّا والحمد لله ...ويعلم الله كم كنت معها سخيّا ...
أريد أن أضيف أنّ طليقتي كانت تعاني من برود جنسيّ حادّ .... بعد فترة تزوّجت طليقتي من رجل آخر ولم يمرّ على زواجها سوى شهور وطلّقت مرّة ثانية.......
عفوا أنا لم أرسل بحثا عن حلّ بل أريد معرفة هذه الشخصيّة في علم النفس... كذب ,غدر ,خيانة ,برود جنسي ، محاولة إغراء الجنس الآخر ,استدرار عطف الآخرين, عدم احترام مشاعرهم وإجادة التمثيل بشكل درامي بالإضافة إلى سطحيّة الفكر والمشاعر والاهتمام الشديد بالمظهر والفخر والتفاخر أمام الآخرين .....لا أنكر أنّني خدعت بها قبل الزواج وظننت أنّني سأعيش في الجنّة ونعيمها ...الرجاء أفيدوني قبل أن يجنّ جنوني .
الرجاء الإجابة من المختصّين وليس الأعضاء مع احترامي للجميع .

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل /عبد الحميد
لابدّ أن تؤمن أنّ شعورك بالغضب والاستياء لن يستمرّ إلى الأبد ولا تستطيع أن تحكم على الأشخاص من خلال سطور الرسالة ، ولكن نستطيع أن نوضّح إليك بعض الأساسيّات التي تساعدك للتخلّص من خوضك هذه التجربة .
وكذلك لا تحمّل أحدا مسؤوليّة الانفصال وما حدث من هذه المشاكل .
قد ذكرت في سطور رسالتك إيجابيّات طليقتك كونها ودودة ورقيقة وأنّ مشاعرها فيّاضة ، وفي أيّ علاقة لابدّ أن تتعرّض لبعض الضغوط والمشكلات وأحيانا يمكن حلّها بمجرّد المناقشة والحوار .
ولكن في تفاصيل ما حدث قد تجاوزت كلّ ذلك كما ذكرت في المناقشة وتدخّل أسرتها واللجوء إليهم بدون جدوى كما ذكرت ، وأحيانا نخطئ في الانجذاب نحو الشريك ومحاولة اكتشاف شخصيّته وهنا يحدث الارتباك وهذا ما حدث لك ..
قد تكمن المشكلة في عدم فهم كلّ منكما الآخر وتقديركما بعضكما البعض .
كلّ ما عليك فعله أخي الفاضل تخفيف الشعور بالإساءة ومواجهة الحقيقة ومحاولة مقاومة ذلك .
الاستفادة من الموقف واعتباره تجربة إيجابيّة .
اتّخاذ ردّ الفعل الصحيح وهو ترك هذه التجربة والتمسّك بالثبات النفسي قد يساعدك على الخروج من حالة الحزن والغضب ، وتهيئة النفس لقبول الوضع الراهن .
أنت أخي الفاضل ربّما لا يختلف الكثيرون حول أهمّية وجود المشاعر والعواطف لبناء حياة زوجيّة سعيدة ، لكن نادرا ما يذكر الاحترام المتبادل على أنّه مكوّن أساسيّ من مكوّنات الزواج رغم أنّه شعور متأصّل يعبّر عنه دوما الأزواج السعداء ، ورغم أنّ الاحترام المتبادل هو المكوّن الذي قد ينقذ علاقة زوجيّة على حافّة الهاوية .
أخي الفاضل لا نعرف الظروف النفسيّة التي نشأت فيها طليقتك وما حدث لها ، فالإنسان مكوّنه النفسي هو خلفيّته الأسريّة فلا نعرف ما تعرّضت له وما كانت تعاني منه وتأثير ذلك على حياتها الزوجيّة ..
يعرف القادة العسكريّون أنّ الأسلحة الفاسدة تؤدّي إلى خسارة المعارك ، ولذا يتحرّون في جودة السلاح قبل استخدامه وهذا قد يكون ما حدث .
فلا داعي للإصرار على فتح ملفّات قديمة لأشخاص هم اختاروا أن يذهبوا ويرحلوا بطريقة غير صحيحة .
كلّ ما علينا فعله الآن هو قبول الوضع الراهن وانتظار الحياة الجديدة .
أتمنّى لك كلّ الخير وننتظر جديدك على موقعنا المتميّز .

( عزيزي الزائر: المستشار بحاجة إلى أن يعرف تقييمكم للإجابة.. فلا تبخلوا عليه بالتقييم الموجود في أعلى الإجابة على اليمين .. ولا تبخلوا على المستشير برسائلكم وتجاربكم فإن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه )