أولاً .. لم أعرف كم عمرك, ولكن يبدو لي أنك في سن المراهقة, ولا بأس أن يكون لك عالمك الخاص الذي ترتاحين لسكناه- وأنت في هذه السن- بعيداً عمن حولك, لأنه يشعرك بشيء من الحرية ويمنحك نوعاً من الاستقلالية التي تطمحين إليهما وتظنين أنك قد حرمتهما, ولكن ما الذي يحويه عالمك الخاص يا مها ؟؟ هذا هو السؤال المهم الذي يجب أن تسأليه نفسك في لحظة صدق ومواجهة معها, وإذا كانت أمك قد أولتك ثقتها – وهذا ما أتصوره من سؤالك- إذ سمحت لك باستخدام النت دون رقابة أو مشاركة أو حوار حوله, فلا يصح أن تخوني هذه الثقة.. وخاصة أن بوادر الخطأ بدأت تظهر لك, وتخيلي معي حجم الأسى والألم الذي سيملأ قلب أمك لو عرفت بما يحدث .
ثم .. أين ذهبت رقابة الله والحياء منه؟ وهو سبحانه أعلم بخفايا الفكر والقلب ؟
ولماذا الخوض في أمور شخصية قد تجر إلى ما لا تحمد عقباه ؟
هل انتهت القضايا التي تؤرقنا ؟ والتي يجب أن تشغل تفكيرنا في البحث عن حلول لها ؟
هل امتلأنا ثقافة وعلماً وأُنهكنا عملاً وجِداً, لنهرع إلى النت لمجرد التسلية والعبث ؟
نصيحتي لك أن تشغلي نفسك بأمور أخرى أكثر أهمية, تبعدك عما تخشين الوقوع فيه, وتملؤك إحساساً بقيمتك ودورك الفعال في المجتمع..
جربي ممارسة هوايات مفيدة, أو الالتحاق بأنشطة خاصة بالفتيات, كالمتوفرة في اللجنة النسائية للندوة العالمية للشباب الإسلامي, ودور التحفيظ والمراكز النسائية الأخرى,
أو الالتقاء مع قريبات وصديقات بعمرك, وتأملن الدنيا الحقيقية حولكن, وتبادلن الآراء لاستثمار وقت الفراغ الواسع لديكن بأمور تعود بالنفع على الأسرة والمجتمع, وثقي أن اللقاء إذا كان برغبة صادقة ومخلصة سيثمر حقاً ويشبع فراغكن الداخلي ويملؤكن رضى وسعادة.. وتخيلي فخر أمك بك وسعادتها, والأهم من ذلك رضى الله سبحانه ومباهاته بكن الملأ الأعلى, رعاك الله .

لكل منا عالمه الخاص الذي يتمحور فيه بكل أبجدياته سواء مر بموقف محزن أو مفرح ، وللفتاة أيضاً عالمها الذي تعيش كل طقوسه في معزل عن الأسرة, عالم نسجته من أحلامها وخيالاتها, , تحاول إسقاطه على الواقع من خلال المسنجر ...المنتديات.....المعاكسات ... في ظل غياب الرقيب والموجه, بحجة أن لها عالمها الخاص....
فما حدود هذا العالم الخاص ؟
وما حدود مسؤوليتنا كأهل عن ذلك ؟ وكيف نضمن ألا يتسلل شيطان الجن أو الإنس إلى هذا العالم النقي الطاهر فيعمل فيه فساداً ؟
وهنا يُقرع الجرس .. ويدق ناقوس الخطر ...
في " عالمي الخاص "
سنحاول تسليط الضوء على هذا العالم بكل ما يحويه, ونلتمس بعض الحلول وطرق النصيحة والإرشاد, التي تجعل الفتاة تعيش في أمنٍ ودون قلق أو خوف, من مصارحة والديها ومناقشتهما بحرية حول ما يدور في عالمها, حتى لو كان خياليا...
" عالمي الخاص "
حوار حي مع المستشارة ثناء أبو صالح, يوم الأربعاء 23/12/ 1428هـ
من الساعة 6-8 مساءً
يسرنا استقبال أسئلتكم واستفساراتكم على
البريد الإلكتروني: [email protected]
فاكس : 0096612053379