التغذية البصرية أو ما أسميه بالتشبيع البصري ومد العين والبصر لرؤية كل شيء دون رقيب ودون نظارة مفلترة هو مما ابتلينا به في هذا الزمن
ونتيجته أشاهد الكثير من البلايا والمآسي النفسية والاجتماعية والخلقية
لاشك أن الصورة الجميلة الاحترافية تبعث على البهجة والأنس كما لاشك أن الصورة تعبر أكثر من مليون كلمة أحيانا..
لكن عبث البشر بالصورة وبالنظر للصورة صار مشكلة للأسف
أنا لا أتكلم عن الصور والمشاهد المحرمة فهي لا شك أردى وأعظم لكن ليس مجالي الحديث عنها والفتيا بها!
انما أتكلم عن الجانب النفسي والاجتماعي فأرى أناس قدر الله عليهم أوضاع مادية معينة ثم تأتي بنياتهم المراهقات ونتيجة مشاهدة آلاف الصور يوميا من سفر فلانة وحاجيات فلانة ومطاعم فلانة وتمشياتها ..ولأننا فتحنا أبصارنا على كل شيء وكل أحد نجد الصراع النفسي والاكتئاب والسخط وربما الانفصال عن الواقع بل وصل بالبعض لعرض أمور ربما محرمة كي تجاري الأخريات بأني عندي ولستن فقط من يملك ويصور ..زادت ضغوطنا بمحاولات وسعي وتمنيات تخالف الواقع
استسهلنا كل شيء استسغنا المنكرات من كثرة ما نشاهدها، أحببنا السفر وصار من لا يسافر ويخرج ويتمشى يعاني المرارة، ومن يسافرويخرج ويتمشى يرهق وبلا روح ولا استمتع لأجل التصوير؛ صار التعبد الذي أمرنا بإخفائه وطلب قبوله مجال للتصوير والاستعراض..
بل حتى في المكان الذي فيه قوة الصورة ودعوة للترابط والحمية من كثرة ما شاهدنا وألفنا لم تعد تحرك فينا ساكن ووصلنا لمرحلة تبلد بالمشاعر وجمودها تجاه اخوان لنا..
صرنا نحن المتضرر الأول والأخير نتيجة ذلك؛ تصل للعيادات والاستشارات حالات مؤسفة نفسيا واجتماعيا وخلقيا ونتيجتها التشبع البصري والنظر لكل شيء دون فلترة تمييز...
يا ناس حتى المباحات كثرتها تضر وتوصل لآلام ومخازي نسأل الله اللطف والعافية.

المحاور:
- مظاهر ومشاهدات
- أسباب ودوافع
- عواقب ومغبات
- حياتي غير
- صورك الذكية